الساعد: الغائب الحاضر بين فضيحتي «إيران غيت» و«بيجر غيت» !
صحيفة المرصد: علق الكاتب محمد الساعد، على انفجار آلاف أجهزة البيجر بين أيدي كوادر حزب الله.
النظام المتخبط
وقال الساعد في مقال له بعنوان "الغائب الحاضر بين فضيحتي «إيران غيت» و«بيجر غيت»، المنشور بصحيفة "عكاظ": ما إن اندلعت الحرب العراقية الإيرانية حتى وجد قادة الثورة الإيرانية أنفسهم أمام مأزق كبير، فقد قاموا بتجريف المؤسسة العسكرية وقتل ومطاردة قادتها كونهم خدموا النظام البهلوي السابق، كما أن الخطاب الشعبوي العدائي الذي تبناه النظام الجديد الموجه ضد الغرب، دفع الغرب لفرض حظر الأسلحة وقطع الغيار على إيران الثورة، وهنا جاء مأزق النظام المتخبط الذي لم يكن قادراً على توفير قطع غيار لأسلحته - في خضم حرب وجود - التي صدئت في مخازنها وفي مرابضها.
مأزق كبير
وأضاف: لقد كانت خطة أمريكية غربية جديدة للتأني في التعامل مع النظام الجديد لفهمه ومعرفة أبعاد سياساته، وكذلك لإعادة التحكم والسيطرة على تصرفاته، مشيرا: وجد النظام الإيراني أنه أمام مأزق كبير، فالحرب على الجبهة العراقية مشتعلة والجيش العراقي يصل إلى عبدان وسط الأحواز، ومخازن السلاح الإيرانية تتآكل والقدرة على تشغيلها متعذرة لعدم توفر الأطقم ولا قطع الغيار.
فضيحة إيران غيت
وزاد: كان الحل هو فتح قنوات اتصال سرية خارج الدعاية المعادية لأمريكا والغرب، لينتج عن ذلك ما سمي لاحقاً «فضيحة إيران غيت»، وهي عبارة سيناريو متكرر لليوم، لافتا: تشكلت العملية السرية من عملية مخابراتية وتجارية معقدة أطرافها «إيران - أمريكا - إسرائيل - شركات وأفراد غربيون - وحزب الله في لبنان»، قامت إثرها الإدارة الأمريكية ببيع الأسلحة وقطع غيار إلى إيران التي كانت بأمس الحاجة إليها، مقابل استخدام نفوذها لإطلاق سراح مواطنين أمريكيين كانوا قد خطفوا وأخذوا كرهائن في لبنان من قبل مليشيات شيعية موالية لإيران - حزب الله.
صفقة بيجر غيت
وأوضح: اليوم يتكرر المشهد مرة أخرى مؤكداً أن ما تسمعه عبر الميكرفونات وشاشات التلفزيونات مختلف تماماً عن العلاقات السرية الحقيقية، حتى بين الأطراف التي تظهر الحرب على بعضها البعض، لافتا: فضيحة صفقة «بيجر غيت» لا تختلف عن «إيران غيت» أبداً، وإن كانت نموذجاً أصغر، أطرافه «إيران - حزب الله - إسرائيل - أفراد غربيون».
شراء التقنيات
وأردف: لكنها تؤكد أن لا إيران ولا حزب الله لديهما حساسية من شراء التقنيات والأسلحة من إسرائيل مباشرة أو من خلال وسطاء غربيين يعملون مع إسرائيل، فعدو الحزب وصانعوه في نهاية الأمر ليس تل أبيب بل العواصم العربية الممتدة من بغداد إلى تطوان.
أجهزة البيجر
وأشار: صحيفة النيويورك تايمز كشفت إثر انفجار آلاف أجهزة البيجر بين أيدي كوادر الحزب، عن مفاجأة مفادها أن «حزب الله» هو أهم زبائن الشركة التي ارتبط اسمها بتفجير البياجر، وأن الصفقة هي جزء من عقود أبرمت منذ العام 2022، وأن المصنع الحقيقي المورد للبياجر يخضع للاستخبارات الإسرائيلية.
منطق الاستئصال
وتابع: «حزب الله» يعلم ذلك، ويتعامل مع إسرائيل تعامل المنافس على اقتسام النفوذ في المنطقة، وليس بمنطق الاستئصال كما تروجه آلته الدعائية، ولذلك يتزود بتقنيات وأجهزة عسكرية، إما مصدرها إسرائيل مباشرة أو عبر شركات ووسطاء محسوبين عليها، وهي نفس أسلوب النظام الإيراني مع أمريكا وإسرائيل منذ الثمانينات وحتى اليوم.
التعليقات (18)
التعليقات مغلقة