كاتب سعودي يكشف عن طرق برامج البودكاست في إعادة إحياء ونشر الأفكار الصحوية في المجتمع
صحيفة المرصد: قال الكاتب خالد العضاض أن صناعة البودكاست من أمرين مريرين هما ضعف المحتوى، وسرقة المحتوى، وفي الأخير تتم سرقة المحتوى المكتوب وتحويره إلى مادة مسموعة أو مرئية، جهارًا نهارًا بكل صفاقة.
وأضاف العضاض خلال مقاله "الصحوي البودكاستي" بصحيفة الوطن :"المحتوى الجيد نسبيًا مسروق، والمحتوى الأصيل ضعيف مهلهل، وهذان الأمران ليسا كل خيبات البودكاست أو حتى بعض البرامج الفضائية، بل هناك ما هو أدهى وأمر، ألا وهو صياغة محتوى يغلف أفكار الزمن الصحوي الغابر بغلاف براق سلس الولوج إلى العقول الطرية والغضة، متجاوزًا تلك العقول الصلدة أمام الأفكار الإسلاموية البراقة التي تخلب اللب وتسحر الفؤاد، وما إلى ذلك من المعاني التي تدحرج عليها الخطاب الصحوي بعد أحداث 11 سبتمبر".
محاضرات سلمان العودة
وتابع :"كان أول ذكر لنظرية «نهاية التاريخ» في أدبيات «الصحوة السعودية» في سبتمبر 1993، عبر محاضرة لسلمان العودة، وكانت المحاضرة زمانيًا تقع في منطقة وسط بين (مذكرة النصيحة، يوليو 1992) و(تسجيل سلمان العودة نفسه لشريط كاسيت في قبو أحد المنازل في الرياض بعنوان: «رسالة من وراء القضبان»، سبتمبر 1994)، وهذه الأدبيات وغيرها قليل، وضعت البذرة الأولى الصغيرة لما تبلور من أحداث ومواقف بعد أحداث 11 سبتمبر، حتى وصلت إلى خاتمة الشرور سنة 2009، حينما أسست «حسم»، قبل انطلاق شرارة: «الحريق العربي، 17 ديسمبر 2010»، في تونس.
واستطرد :"هذا الهراء، الذي انطلى على كثير من الناس، ودخلوا معه في دوامات شعورية أقصتهم عن مواكبة الحياة والوطن والتنمية؛ تلاشى مع رؤية السعودية 2030، ومع الحزم السياسي والأمني في 2017، هذا التلاشي لا يعني أبدًا الموت أو الاندثار للصحوية، إنما هو تلاش سطحي طفيف، يحتاج إلى زمن، ويحتاج إلى بيئة حاضنة أو عدة حواضن، ويحتاج إلى ظرف مواتٍ، ليعود من جديد".
الأفكار والرؤى الصحوية
وأكمل :"وكان أحد أهم هذه الحواضن هي برامج البودكاست التي اجتاحت البر والبحر، وبحسب تعبير أحدهم: ما ترك بيت مدر ولا وبر إلا دخله البودكاست دخول الفاتحين، والذي يقدم اليوم محتوى يقوم ببث الحياة في الأفكار والرؤى الصحوية حول الآخر والأنا، وحول التسامح والتيسير، وحول التاريخ والاجتماع والسياسة والاقتصاد والأدب ومختلف المجالات، ناهيك عن إثارته من طرف خفي للسخط ضد الوطن والمجتمع."
وأضاف :"لو تحدثنا عن الأشد خطرًا من الصحوي، لوجدنا أنه الصحوي المتحور (الصحوي البودكاستي) الذي يشبه إلى حد كبير (الذئب المنفرد) في الجماعات القتالية والإرهابية، والذي يمكن تسميته الحارس الأخير للأقانيم الصحوية، وهو مقاتل شرس ينفذ الأجندة الصحوية بحذافيرها من غير أن يتهم بأنه صحوي، لأنه يغني ويرقص، وينعم ذقنه كل صباح، ويتناول قهوته أو «الماتشا» وسط غيمة من دخان السيجار الكوبي."
صحويون المتحورون البودكاستيون
وتابع :"هؤلاء الصحويون المتحورون (البودكاستيون)، يبرز من بينهم حالًا وخطرًا ذلك الذي حاد عن طريق رفاق الأمس وعجز عن الاستمرار على السلوك المتدين الظاهري بالمفهوم الصحوي، ولكن علاقته الواضحة أو السرية لا تزال قائمة مع التنظيميين، ولا يزال يربطه بهم ود وحياء، وهم يقدرونه لأنهم نقلوه من درجة «التنظيمي الحركي»، إلى درجة «التياري المشاعري» -إن صح الوصف- أي إنه أصبح ضمن السواد الذي يتمتع «بحرارة الشعور الصحوي» بحسب تعبير صناع الفكر الصحوي الإرهابي".
واختتم :"وهذا هو الأخطر على الإطلاق فهو صحوي مترنح يخبط بيديه ذات اليمين وذات الشمال بلا هدي وبلا وعي، فيدمر أكثر؛ ليثبت أنه على المنهج ذاته ولو قصر، خصوصاً في مسألة الإثخان في أعداء الصحوة، الذين يتدرجون ابتداءً من الدولة ورجالاتها وانتهاء بالفرد البسيط الذي يريد أن يعيش بسلام بعيداً عن خرافات الصحوة والصحويين."
التعليقات (53)
التعليقات مغلقة