الأمن السيبراني ورؤية 2030
إنَّ التطور التقني في عصر الثورة الصناعية الرابعة فاق الكثير من التوقعات لدى البعض؛ حيث أحدث طَفرة في كل المجالات والتي منها زيادة المعلومات المهمة والحساسة، والتي يمكن تداولها بسهولة في لحظات عبر شَبكات التواصل الاجتماعي، أو استخدامها ضد الدولة ومنشآتها مما يتطلب حماية تلك المعلومات من التحديات التي تواجهها.
فمعظم الاختراقات التي تحدث للمواقع ترجع إلى الضعف في الإجراءات الأمنية التي يتم إنشاؤها حمايةً لهذه المواقع، ومع تزايد مُعدلات الاختراقات غير المشروعة ظهرت الحاجة لاتخاذ وسائل الحماية الضرورية للمعلومات والتي تزداد أهميتها حسب الجهة التي تستخدمها من وزارات وهيئات ومؤسسات حساسة في الدولة.
ونظراً لأهمية ذلك وبفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله - تم إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني واعتمادها كمؤسسة وفقًا للمرسوم الملكي رقم 2 وتاريخ 2 /11/ 1439هـ، وهي الجهة المُختصة في المملكة بالأمن السيبراني والمرجع الوطني في شؤونها، وتهدف إلى تحسين حماية المصالح الحيوية للدولة، وأمنها القومي، وبنيتها التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية، والخدمات والأنشطة الحكومية.
حيث طورت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني ما يتعلق بالضوابط الأساسية للأمن السيبراني بما يتوافق مع رؤية 2030 من أجل توفير المُمارسات والمعايير المهمة لتحسين الأمن السيبراني، لكي يتم الرد على الهجمات السيبرانية من خلال مجموعة من الوسائل والتي منها تعزيز وصمود الأمن السيبراني والهجمات السيبرانية، وحوكمة الأمن السيبراني، مع التأكيد على أن جميع الأطراف تتحمل مسؤولية حماية شبكاتها وبنيتها التحتية الفنية وأنظمة تشغيلها ومكوناتها.
كما تبنت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني استراتيجية هدفت إلى بناء فضاء إلكتروني خاص بالمملكة العربية السعودية، هذا الفضاء يتميز بالموثوقية والأمان مع التقدم والازدهار بشكل دائم مع اعتماد الاستراتيجية على ستة مفاهيم هي الاندماج واللائحة والتوكيد والدفاع والتعاون والبناء.
ونتيجة لتلك التوجهات السامية والتطور الملحوظ فيما يتعلق بالأمن السيبراني نالت المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية من بين 193 دولة في المؤشر العالمي للأمن السيبراني، وحصلت على المركز الأول على مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط وقارة آسيا، والذي يظُهر مدى اهتمام الدولة بالأمن السيبراني منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 حيث قفز ترتيب المملكة العربية السعودية بأكثر من 40 مرتبة منذ ذلك الوقت.
إن الاهتمام بالأمن السيبراني يتطلب الكثير من العمل ومواكبة التطورات في العالم أول بأول مع وجود بصمة للمملكة العربية السعودية في هذا التطور بحيث تكون شريكاً في هذا التقدم ومؤثراً فيه من جميع النواحي رفعة لهذا الوطن بين سائر الأمم.
التعليقات (0)
التعليقات مغلقة