الملاقيف موجودون وجود الحياة!
الملاقيف ليسوا حالة اجتماعية حديثة، إنها حاضرة منذ بدء الحياة، ولكن مع تعقد الحياة والاحتكاك الاجتماعي المباشر بين الناس أخذ الملقوف فرصة لممارسة لقافته على الآخرين، وخاصة في ممرات الحياة اليومية في غرف انتظار المستشفيات والمطار على وجه الخصوص، كلنا يتذكر مقطعاً من مسلسل طاش ما طاش ولقافة الممثل المبدع عبدالإله السناني عندما وجد صديقاً له يراجع المستشفى مع أمه وبذل الجهد الجهيد لمعرفة اسم أم ناصر القصبي في ذلك المشهد.
الآن تنتظر لساعات في أحد المستشفيات تنتظر دورك لفحص الطبي أو عمل إشاعة أو تحاليل، هذه الساعات الممتدة تعتبر فرصة ذهبية للملاقيف لسؤال الآخرين عن خصوصياتهم، حيث يستدرجك هؤلاء بداية بإبداء الحرص على صحتك والأمراض التي تشكو منها وتجربتك العلاجية وأن هذا الطبيب أفضل من ذاك، وغير ذلك من هذه الأمور، ومن ثم يبدأون بالسؤال عن أمورك العائلية والمالية وكم راتبك وعدد أولادك، وهل تملك بيتاً، ولماذا أنت غير متزوج، ويستمرون بطرح هذه الأسئلة الشخصية، بل إنهم يقترحون الحلول الناجعة لمشاكل ليست المرضية والمالية مثلاً، بل لكل مشاكل حياتك وخاصة الاجتماعية منها، البعض منا يستخدم نفس تكتيكهم في اللقافة فلا يترددون بسؤال الملاقيف عن خصوصياتهم على أمل أن هذا سوف يردعهم عن لقافتهم، ولكن بحكم التجربة لديهم لا يكون لديهم حساسية في الرد عن أية سؤال مهما كان في سبيل إشباع رغباتهم في المعرفة السطحية العابرة للآخرين.
مع تطور الحياة ووجود شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت المعلومات الشخصية عن أي إنسان متوافرة في تلك المواقع، ماذا اشترى من سيارة، وتخرج أبنائه من المدارس، وسفره للخارج، وتصوير تلك المناطق بجواله وبثها على حساباته في الشبكة العنكبوتية، كل هذه المعلومات تعطي الملاقيف بيئة خصبة للتمادي في لقافتهم، وخاصة عند الالتقاء معهم في مجالس أو لقاءات اجتماعية متنوعة، فالملقوف والملقوفة عندهم آخر أخبارك، ويا ليتها أخبار إيجابية بل في الغالب يجمعون ويبثون الأخبار السلبية والمزعجة، قد يرى البعض أن هذه هي طبيعة الحياة منذ الأزل وهي نقل الأخبار والإشاعات والفضائح في أي مجتمع صغر أو كبر حجمه وهذا إلى حد ما دقيق ولكنه في الغالب له علاقة بمشاهير ونجوم ذلك المجتمع، وهذا باعتقادي طبيعي، ومن يشاهد ويقرأ هذه المواضيع في مجتمعنا يجدها الأكثر مقروءة أو مشاهدة بسبب شهرة أصحابها من فنانين وفنانات أو رياضيين، والآن طلع علينا مشاهير السوشال ميديا الملاحقين من الملاقيف والبسطاء، وللأسف أن من يتابعونهم فارغون فكرياً، فقط مجموعة من المهرجين أو نساء يبحثن عن الشهرة بأي ثمن مهما تطلب ذلك من تغير في أشكالهن أو تصرفاتهن، والغريب أن الجموع الملاحقة والمهووسين في هؤلاء هم من ينتقدون هذه النماذج في مجالسهم الاجتماعية.
هل اللقافة بشكل عام مضرة وسيئة اجتماعياً؟ باعتقادي أنها بالعموم ليست بذلك السوء، فمثلاً هناك صحف يطلق عليها «الصحف الصفراء» في بعض الدول الغربية، وخاصة بريطانيا، همها الأول والأخير نشر الفضائح بكافة أنواعها، وخاصة فضائح السياسيين والنجوم والتي قد تصل لإسقاط حكومات أو القضاء على مستقبل رجل أو امرأة في السياسة أو غيرها من الوظائف العامة، وكل هذه الفضائح قائمة بالأساس على صحفيين يحشرون أنوفهم في قضايا صغيرة أو حفلات تلك المجتمعات المخملية ويحصلون على معلومات تخدم الصحافة الصفراء.
للأسف عندنا هذه ليست موجودة، بعد تويتر بدأنا نقرأ عن فضائح وتسريبات بعض السياسيين والنجوم ورجال الدين عندنا، ولكن للأسف هذه الأفعال ليس لها هدف يخدم المجتمعات كالقضاء مثلاً على تاجر فاسد أو رجل دين كذاب ومتاجر بالدين، بل إن الموضوع لا يتعدى تصفية حسابات شخصية للأسف.
في الختام، بعض الدراسات في مجال الأعصاب تؤكد أن التفكير الدائم والبحث والتقصي وإبقاء الدماغ مشغولاً أفضل وسيلة لتجنب أمراض الشيخوخة وألزهايمر.
لذا شيء من اللقافة البريئة والعابرة بسرعة لا ضرر منه، بل إنه مطلوب لكل الأطراف.
نقلاً عن "عكاظ"
الآن تنتظر لساعات في أحد المستشفيات تنتظر دورك لفحص الطبي أو عمل إشاعة أو تحاليل، هذه الساعات الممتدة تعتبر فرصة ذهبية للملاقيف لسؤال الآخرين عن خصوصياتهم، حيث يستدرجك هؤلاء بداية بإبداء الحرص على صحتك والأمراض التي تشكو منها وتجربتك العلاجية وأن هذا الطبيب أفضل من ذاك، وغير ذلك من هذه الأمور، ومن ثم يبدأون بالسؤال عن أمورك العائلية والمالية وكم راتبك وعدد أولادك، وهل تملك بيتاً، ولماذا أنت غير متزوج، ويستمرون بطرح هذه الأسئلة الشخصية، بل إنهم يقترحون الحلول الناجعة لمشاكل ليست المرضية والمالية مثلاً، بل لكل مشاكل حياتك وخاصة الاجتماعية منها، البعض منا يستخدم نفس تكتيكهم في اللقافة فلا يترددون بسؤال الملاقيف عن خصوصياتهم على أمل أن هذا سوف يردعهم عن لقافتهم، ولكن بحكم التجربة لديهم لا يكون لديهم حساسية في الرد عن أية سؤال مهما كان في سبيل إشباع رغباتهم في المعرفة السطحية العابرة للآخرين.
مع تطور الحياة ووجود شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت المعلومات الشخصية عن أي إنسان متوافرة في تلك المواقع، ماذا اشترى من سيارة، وتخرج أبنائه من المدارس، وسفره للخارج، وتصوير تلك المناطق بجواله وبثها على حساباته في الشبكة العنكبوتية، كل هذه المعلومات تعطي الملاقيف بيئة خصبة للتمادي في لقافتهم، وخاصة عند الالتقاء معهم في مجالس أو لقاءات اجتماعية متنوعة، فالملقوف والملقوفة عندهم آخر أخبارك، ويا ليتها أخبار إيجابية بل في الغالب يجمعون ويبثون الأخبار السلبية والمزعجة، قد يرى البعض أن هذه هي طبيعة الحياة منذ الأزل وهي نقل الأخبار والإشاعات والفضائح في أي مجتمع صغر أو كبر حجمه وهذا إلى حد ما دقيق ولكنه في الغالب له علاقة بمشاهير ونجوم ذلك المجتمع، وهذا باعتقادي طبيعي، ومن يشاهد ويقرأ هذه المواضيع في مجتمعنا يجدها الأكثر مقروءة أو مشاهدة بسبب شهرة أصحابها من فنانين وفنانات أو رياضيين، والآن طلع علينا مشاهير السوشال ميديا الملاحقين من الملاقيف والبسطاء، وللأسف أن من يتابعونهم فارغون فكرياً، فقط مجموعة من المهرجين أو نساء يبحثن عن الشهرة بأي ثمن مهما تطلب ذلك من تغير في أشكالهن أو تصرفاتهن، والغريب أن الجموع الملاحقة والمهووسين في هؤلاء هم من ينتقدون هذه النماذج في مجالسهم الاجتماعية.
هل اللقافة بشكل عام مضرة وسيئة اجتماعياً؟ باعتقادي أنها بالعموم ليست بذلك السوء، فمثلاً هناك صحف يطلق عليها «الصحف الصفراء» في بعض الدول الغربية، وخاصة بريطانيا، همها الأول والأخير نشر الفضائح بكافة أنواعها، وخاصة فضائح السياسيين والنجوم والتي قد تصل لإسقاط حكومات أو القضاء على مستقبل رجل أو امرأة في السياسة أو غيرها من الوظائف العامة، وكل هذه الفضائح قائمة بالأساس على صحفيين يحشرون أنوفهم في قضايا صغيرة أو حفلات تلك المجتمعات المخملية ويحصلون على معلومات تخدم الصحافة الصفراء.
للأسف عندنا هذه ليست موجودة، بعد تويتر بدأنا نقرأ عن فضائح وتسريبات بعض السياسيين والنجوم ورجال الدين عندنا، ولكن للأسف هذه الأفعال ليس لها هدف يخدم المجتمعات كالقضاء مثلاً على تاجر فاسد أو رجل دين كذاب ومتاجر بالدين، بل إن الموضوع لا يتعدى تصفية حسابات شخصية للأسف.
في الختام، بعض الدراسات في مجال الأعصاب تؤكد أن التفكير الدائم والبحث والتقصي وإبقاء الدماغ مشغولاً أفضل وسيلة لتجنب أمراض الشيخوخة وألزهايمر.
لذا شيء من اللقافة البريئة والعابرة بسرعة لا ضرر منه، بل إنه مطلوب لكل الأطراف.
نقلاً عن "عكاظ"
التعليقات (0)
التعليقات مغلقة