logo
logo logo
عرض خاص header

"أنصفوا الرجال".. كاتب سعودي يقارن بين دور المرأة والرجل داخل الأسرة ويوضح أيهما أكثر تحملاً لأعباء الحياة

"أنصفوا الرجال".. كاتب سعودي يقارن بين دور المرأة والرجل داخل الأسرة ويوضح أيهما أكثر تحملاً لأعباء الحياة
صحيفة المرصد: عقد الكاتب فهد الأحمري، مقارنة بين دور المرأة والرجل داخل الأسرة، موضحا أيهما أكثر تحملاً لأعباء الحياة.

أنصفوا الرجال

وقال الأحمري، في مقال له بعنوان "أنصفوا الرجال":أولًا كنتُ سأموت لأنهي الثانوية وأنضم للجامعة، ثم كنت سأموت لأتخرج من الجامعة وأحصل على وظيفة، ثم كنت سأموت لأتزوج وأنجب الأولاد، ثم كنت سأموت حتى يدخل أولادي المدرسة، ثم كنت سأموت حتى أحصل على التقاعد، والآن أنا سأموت وفجأة لاحظتُ أنني نسيتُ أن أعيش، مضيفا:تنسب هذه المقولة لشخص يدعى نيكول زابلوسكي وسواء صحّت النسبة له أو لغيره إلا أن المقولة تستحق التوقف ملياً.

أحقاب الموت

وأشار: في مجتمعنا المحلي، يتطلب من الرجل أن يكون هو المسؤول الأول والوحيد عن كل احتياجات بناء الأسرة منذ شرخ العمر إلى أحقاب الموت، فهو الذي يكدح، يافعا ثم طاعنا، طوال اليوم لتوفير متطلبات معينة حتى يتم قبوله كعريس لتلك العروس التي دورها أن تقوم بشؤون البيت "المتواضعة" مقارنةً بدور الرجل في معترك الحياة ومجابهة التحديات المحتدمة خارج المنزل.

علقم الكؤوس

وأكمل: هل هناك مقارنة تستقيم بين مواجهة مطبخ المنزل ومواجهة مطبخ الحياة، مطبخ الحروب الشعواء والتي تستهلك الأعصاب والفكر والطاقة وقد تتماس مع المكانة الشخصية والكرامة الذاتية. هل هناك مقارنة تستقيم بين ترتيب المنزل والعناية به وبين ترتيب شؤون الحياة خارجه والتي قد يتجرع فيها علقم الكؤوس طافحة في ساحة وغى المهنة.

كرسي العمل

ولفت: يبدأً صراع الرجل اليومي مع الحياة، بحرب الشوارع من خلال القيادة باتجاه العمل المليئة بالمختلّين ومحاربوا أدب الطرقات ونظامها، ولا تجد من يرد عادية هؤلاء، مروراً بالعمل المترع بأصناف التحديات والقتال المحموم مع الزملاء المتربصين والإدارة التي لا يرضيها شيئ إلا أن تموت على كرسي العمل.

الأطفال الأبرياء

وأردف: هل هناك مقارنة تستقيم بين دور الأم في التعامل مع الأطفال الأبرياء في المنزل وبين دور الرجل في التعامل مع "العفاريت" خارج المنزل والذين لا يهنأ لهم بال حتى يسقطوك ليتسلقوا فوق جسدك المنهك بسهام الغدر والخيانة والوشاية. هل هناك مقارنة تستقيم بين مواجهة ألطف كائنات الأرض في المنزل، الأطفال، وبين مواجهة رجس أناس بعضهم أثقل كائنات الأرض وعوادي الأيام، خارج المنزل.

غسيل الأواني

وأوضح: ما الذي تبقى من أعمال المنزل؟ ربما الغسيل.. وهل هناك مقارنة تستقيم بين غسيل الأواني وملابس أغلى الناس، الأسرة الحبيبة، في المنزل وبين غسيل ما لحق بالقلب وعلق بالنفس من مطارحة سباع البشر وضواري البرِية، خارج المسكن، مشيرا:"تبقى أيضا أن ربة البيت- وهن أغلب نساء مجتمعنا-تعمل في مملكتها الخاصة بها وهو المنزل بينما الزميل الرجل، يعمل في مملكة غيره وقد تكون فاشية شمولية، وبالتالي فهو بين الحياة والموت، في محكمة عمل تحاسبه على النقير والقطمير ثم يعود للمنزل منهكا مشوشا معرضّاً للوثة الفكر ونوشة الأمراض".

المصاريف المنزلية

وأبان: قد يقول قائل/قائلة، أن المرأة اليوم ليست حبيسة المنزل كما أسلفتم، فهي تعمل مثلك أيها الرجل وتنافسك المهام خارج المنزل غير أن حديثنا، فعلاً، عن تلك الملكة في منزلها، من جانب آخر فالحقيقة تقول أن المرأة العاملة في مجتمعنا هي، في النهاية، غير مسؤولة عن المصاريف المنزلية مهما كان مرتّبها وبالتالي، فإن عملها ثانويا وليس الزاميا. وعليه، فإن عمل "بعضهن" مجرد تحصيل حاصل وقد تضيف أعباءً أخرى على الرجل عند خروجها للعمل كتوفير سائق وشغالة والوقوف في طوابير المطاعم بدلاً من أكل البيت.

كنف الرجل

وتابع:" من يسأل عن دخل العروس ووظيفتها هو في نظر المجتمع "داخل على طمع" وربما دناءة منه بينما من تسأل عن دخل العريس ووظيفته هي بالتأكيد تبحث عن حقها في الحياة الكريمة تحت كنف الرجل، وإن الرجل، في مجتمعي، ليتفطر له الكبد ويتقطع له الفؤاد، فهو الذي يركض دون توقف، مسابقاً الزمن ومع ذلك، قد يحقّق مبتغاه وقد لا يحققه فهو كالذي "ضيّع في الأوهام عمره"، مشيرا: هذا المقال ليس عداوة للمرأة فهي الأم والأخت والبنت والزوجة، لكنه محاولة لإنصاف الرجل وما سبق مجرد وصف أغلبي لهم ولهن وليس على عمومه.

ثلج المشيب

وختم:صديقي الرجل المفؤود؛ إن لي رجية عندك أتمنى لو أديتها وهي أن تعيش، لقد كدحتَ طوال عمرك لغيرك لكنك نسيت أن تعيش حتى علا رأسك ثلج المشيب وظهر ندف الأيام ثم يغشاك من لا يعرف لك حمدا ولا شكورا.
التعليقات (0)

التعليقات مغلقة