logo
logo logo

لماذا يحاولون إسقاط سمعته؟

لماذا يحاولون إسقاط سمعته؟
يعتبر النجاح والإنجازات من الأمور التي يسعى إليها الكثيرون، ويحققها البعض بجهد وعمل شاق وتفان. ومع ذلك، فإن بعض الحانقين يقومون بتشويه سمعة بعض المتفوقين والناجحين في مجتمعهم، مما يؤدي إلى تدني النظرة المجتمعية السائدة لهم وخسارة طاقات وطنية ناجحة.

تشويه سمعة الناجحين أمر يحدث في كثير من المجتمعات ويمكن أن يؤدي إلى أضرار جسيمة للأشخاص المعنيين وقد تتعدى الأضرار إلى ذات المجتمع. وبالنظر إلى أسباب ذلك، فإن الغيرة هي أحد الأسباب الرئيسة التي يشعر بها بعض الأشخاص المأزومين تجاه نجاح الآخرين التي تدفعهم إلى محاولة إسقاط ضحاياهم الأبرياء.

يشعر البعض بأنه يجب أن يكونوا في مكان أولئك الناجحين، وبالتالي يصبحون متحفزين في إفساد سمعتهم عن طريق تلفيق التهم حولهم تارة وتضخيم الأخطاء التي يقومون بها تارة أخرى.

ويرتبط هذا الأمر غالبا بالرغبة في إهانة أو إفشال بعض البارزين من خلال نشر الشائعات والافتراءات الكاذبة عنهم، وتحريف الحقائق المتعلقة بأعمالهم وإنجازاتهم، وتشويه سمعتهم في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي المجالس العامة والخاصة.

بعض هؤلاء المسيئين يهدفون إلى لفت النظر إلى أنفسهم وهم في العادة يكونون فاشلين مغمورين لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم والوصول إلى مستوى أولئك الناجحين الذين بذلوا الجهد الجهيد للوصول لمستوى مرموق في مجالات الحياة المختلفة.

ومن الممكن أن يؤدي تشويه سمعة الناجحين إلى عواقب وخسائر جسيمة بالنسبة لهم ولذويهم، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على نجاحهم المستقبلي ومشاريعهم الجديدة، ويقلل من فرصهم في تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات وقد يتطور الأمر إلى خسائر على مستوى الوطن، حيث يترتب عليه فقدان الاحترام والتقدير للشخص الناجح والمتميز في حياته وبالتالي يتقهقر عطاؤه فيخسر المجتمع إنجازات وإبداعات كثير من الطاقات الوطنية الناجحة نتيجة محاربتهم والنيل من شأنهم.

ومن المهم أن نشير إلى أن تشويه سمعة الناجحين ليس مجرد تصرف غير أخلاقي معيب فحسب، بل إنه ارتكاب لجريمة قانونية في معظم التشريعات الأرضية والأعظم من هذا هو التشريع السماوي الذي توعّد بمرتكب كبيرة قذف الناس والنيل من سمعتهم وأعراضهم عدوانا وظلما.

ما ضرني حسد اللئام ولم يزل

ذو المجد يحسده ذوو التقصير

- مروان ابن أبي حفصة

نقلاً عن صحيفة "مكة"
التعليقات (0)

التعليقات مغلقة