الكفار الجدد
في إحدى المعارك تقدم إلى نابليون ضابط نمساوي، وسرب إليه معلومات أعانته على كسب معركته ضد وطنه، ولما جاءه ليتقاضى ثمن خيانته، رميت له على الأرض صرة من الذهب باحتقار، فقال المواطن النمساوي الخائن: ولكني أريد أن أحظى بمصافحة يد الإمبراطور، فقال له نابليون: يدي لا تصافح الخونة!
انصرف الجاسوس وبصق عليه نابليون من وراء ظهره، وكان كبار القادة جالسون عنده وتعجبوا من تعامل نابليون مع الجاسوس على الرغم من أهمية الأخبار التي نقلها لهم وكانت سببا في انتصارهم، سألوه عن السبب فأجاب نابليون بعبارة حفرت كإحدى أروع عبارات التاريخ الحديث عن الخائن والخيانة: «مثل الخائن لوطنه كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص تشكره!».
نعمة الوطن نعمة لا يعدلها نعمة مهما كان حال الوطن اقتصاديا وأمنيا؛ فكيف إذا كان الوطن ينعم بأهم عاملين تحدث عنهما الكتاب العزيز {الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} وكيف أكثر إذا كان الوطن يرفل بنعم متعددة ومنها المكانة الروحية والمكانة الاقتصادية والأمنية والثقل الدولي لبلد يقود العالم الإسلامي والعالم الاقتصادي والسياسي ويتربع على قائمة أقوى 20 دولة في العالم.
هذه المقومات الوطنية المتميزة مدعاة لنشوء أعداء وحساد من خارج الوطن وهو أمر طبيعي ومن سنن الحياة، غير أن الصاعقة حين ترى بلدا بهذه المقومات التي يتمنى كل إنسان أن تنعم بها بلاده أو بجزء منها، يخرج من مواطنيه من يكفر بالوطن ونعمه ويؤمن بأوطان الكفر ويلجأ إليهم شاتما لبلده مرجفا ساعيا لدماره واهتزاز استقراره وتمني زوال نعمه، وهم فئة قد يطلق عليهم (الكفار الجدد) أي الكفار بنعمة الوطن.
ومع أنهم شرذمة قليلو العدد، كثيرو الغباء إلا أن تواجدهم في وسائل الإعلام ظاهر للعيان، تخرجهم من جحورهم القنوات الفضائية وتلمع صورهم بحجة الانفتاح على الرأي والرأي الآخر.
يتحدث أحد (كفار الوطن السعودي) من بريطانيا عن الفقر في السعودية ويستشهد بـ«صفرية» الفقر في دول اسكندنافية كالسويد وغيرها، ورغم كذب المعلومة التي يلوكها بلسانه الأفاك الأثيم حيث إن مكتب الإحصاء السويدي نفسه أقر العام الماضي 2022 بوجود نسبة فقر سويدي إلا أن هذا الصفيق ذكرني بالأحمق الذي سألوه: أين أذنك؟ فأشار بيده اليمنى نحو أذنه اليسرى!
فقد ذهب هذا الأحمق ليضرب المثل بالسويد ونسي حالة الفقر المدقع في بريطانيا التي يقطنها هو، فحسب منشور وزارة العمل البريطانية عام 2016 بلغ الفقر لديهم 21%، وقد صرح المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان فيليب ألستون، إن سياسات الحكومة البريطانية والتخفيضات في الدعم الاجتماعي «ترسخ الفقر بمستويات عالية، وتتسبب في بؤس لا داعي له».
شاهد موقع الأمم المتحدة بتاريخ 16/11/2018.
وقد يكتفي زائر لندن برؤية الـ «homeless» الذين يفترشون الأرض في الطرق اللندنية وفي الـ «underground» وفي شاشات التلفزيون، فهذه المشاهد وتلك تغني المتلقي عن تلك التقارير والتصاريح.
المضحك في هؤلاء الحمقى دعواهم الكاذبة بسياسة التغريب في بلادنا بينما هم يتمسحون بالغرب ويعيشون بين ظهراني الغرب ويسبحون بحمد الغرب، وقد شوهد أحد هؤلاء الذي أصبح عامل نفايات في الغرب بعد أن كان معززا في بلده بوظيفه مرموقة، وهكذا هو حال كفر أنعم الأوطان فهل يعي الحمقى من (الكفار الجدد).
نقلاً عت "مكة"
انصرف الجاسوس وبصق عليه نابليون من وراء ظهره، وكان كبار القادة جالسون عنده وتعجبوا من تعامل نابليون مع الجاسوس على الرغم من أهمية الأخبار التي نقلها لهم وكانت سببا في انتصارهم، سألوه عن السبب فأجاب نابليون بعبارة حفرت كإحدى أروع عبارات التاريخ الحديث عن الخائن والخيانة: «مثل الخائن لوطنه كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص تشكره!».
نعمة الوطن نعمة لا يعدلها نعمة مهما كان حال الوطن اقتصاديا وأمنيا؛ فكيف إذا كان الوطن ينعم بأهم عاملين تحدث عنهما الكتاب العزيز {الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} وكيف أكثر إذا كان الوطن يرفل بنعم متعددة ومنها المكانة الروحية والمكانة الاقتصادية والأمنية والثقل الدولي لبلد يقود العالم الإسلامي والعالم الاقتصادي والسياسي ويتربع على قائمة أقوى 20 دولة في العالم.
هذه المقومات الوطنية المتميزة مدعاة لنشوء أعداء وحساد من خارج الوطن وهو أمر طبيعي ومن سنن الحياة، غير أن الصاعقة حين ترى بلدا بهذه المقومات التي يتمنى كل إنسان أن تنعم بها بلاده أو بجزء منها، يخرج من مواطنيه من يكفر بالوطن ونعمه ويؤمن بأوطان الكفر ويلجأ إليهم شاتما لبلده مرجفا ساعيا لدماره واهتزاز استقراره وتمني زوال نعمه، وهم فئة قد يطلق عليهم (الكفار الجدد) أي الكفار بنعمة الوطن.
ومع أنهم شرذمة قليلو العدد، كثيرو الغباء إلا أن تواجدهم في وسائل الإعلام ظاهر للعيان، تخرجهم من جحورهم القنوات الفضائية وتلمع صورهم بحجة الانفتاح على الرأي والرأي الآخر.
يتحدث أحد (كفار الوطن السعودي) من بريطانيا عن الفقر في السعودية ويستشهد بـ«صفرية» الفقر في دول اسكندنافية كالسويد وغيرها، ورغم كذب المعلومة التي يلوكها بلسانه الأفاك الأثيم حيث إن مكتب الإحصاء السويدي نفسه أقر العام الماضي 2022 بوجود نسبة فقر سويدي إلا أن هذا الصفيق ذكرني بالأحمق الذي سألوه: أين أذنك؟ فأشار بيده اليمنى نحو أذنه اليسرى!
فقد ذهب هذا الأحمق ليضرب المثل بالسويد ونسي حالة الفقر المدقع في بريطانيا التي يقطنها هو، فحسب منشور وزارة العمل البريطانية عام 2016 بلغ الفقر لديهم 21%، وقد صرح المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان فيليب ألستون، إن سياسات الحكومة البريطانية والتخفيضات في الدعم الاجتماعي «ترسخ الفقر بمستويات عالية، وتتسبب في بؤس لا داعي له».
شاهد موقع الأمم المتحدة بتاريخ 16/11/2018.
وقد يكتفي زائر لندن برؤية الـ «homeless» الذين يفترشون الأرض في الطرق اللندنية وفي الـ «underground» وفي شاشات التلفزيون، فهذه المشاهد وتلك تغني المتلقي عن تلك التقارير والتصاريح.
المضحك في هؤلاء الحمقى دعواهم الكاذبة بسياسة التغريب في بلادنا بينما هم يتمسحون بالغرب ويعيشون بين ظهراني الغرب ويسبحون بحمد الغرب، وقد شوهد أحد هؤلاء الذي أصبح عامل نفايات في الغرب بعد أن كان معززا في بلده بوظيفه مرموقة، وهكذا هو حال كفر أنعم الأوطان فهل يعي الحمقى من (الكفار الجدد).
نقلاً عت "مكة"
التعليقات (0)
التعليقات مغلقة