شيبان المولات
أكثر ما يستفز في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع «التك توك» كثرة المنظرين الجهلة في قضايا المجتمع وخاصة الاجتماعية منها، حيث يظهر علينا فيها من يدعون أن في لبس أو جلوس أو مشي هذه الفئة أو تلك خروجاً عن المألوف، وأن لهم أو لهن أهدافاً خارجة عن المألوف الاجتماعي، إحداهن يبدو أنها تعيش حالة فراغ نفسي وتحاول أن تلحق بركب الشهرة السريعة، هاجمت في فيديو لها تواجد الشيبان في مقاهي المولات وقضاءهم أوقاتاً ممتدة في تلك الأماكن دون أهداف محددة وكأن خروجهم لتلك الأماكن فيه محظورات اجتماعية ومضايقة للآخرين فالأغلب منهم هم من المتقاعدين يتمتعون بمستويات مرتفعة من التحصيل العلمي من جامعات مرموقة في داخل المملكة وخارجها، خبراتهم متراكمة في التعاطي مع الحياة وما فيها من أسرار، لذا علينا عدم التدخل واللقافة في حياة الناس وأين يقضون أوقات فراغهم أو كيفية قضائها أو مع من يسافرون أو يشربون قهوة في تلك المقاهي المتناثرة في المدن، بعضنا نصّب نفسه حكماً على الآخرين سواء رجالاً أو نساء صغاراً أو كباراً، علينا أن نتعود على احترام خصوصيات الآخرين إذا كنا لا نريد الآخرين أن يتدخلوا بحياتنا، وأنا أعتقد أننا قبل الانفتاح الاجتماعي الذي نعيشه كنا متوارين عن الأنظار لا يشاهد بعضنا البعض في الفضاء الاجتماعي، كل اللقاءات تتم في إطار العلاقات الاجتماعية المحدودة في العائلة والأصدقاء، الآن تغير الوضع وأصبحت الأسواق تستحق قضاء الوقت فيها لأغراض عدة ولكل الفئات، سواءً للمطاعم والكافيهات ودور السينما أو لممارسة رياضة المشي إذا كانت تلك الأسواق مهيأة لذلك ولا يمنع أن تكون تلك المقاهي أماكن للقاء الأصدقاء أو التعرّف على أصدقاء جدد كما هي الحال في كل مدن العالم التي تعتبر أماكن للعمل والصداقات المتنوعة ولكبار السن للخروج من منازلهم، أختنا العزيزة تغمز أن شباننا لهم أهداف غير محددة، وأن البعض منهم يجلسون في هذا الركن من المقهى فقط للبحلقة بالمارين، ولنفترض ذلك فما الضرر من إطلاق نظراتهم في كل الاتجاهات للتمتع بالجمال بكافة أشكاله الذي يتواجد حولهم أو أن يكونوا هم مادة للمشاهدة والمتعة.
أقول بالنهاية يا ملاقيف العالم توقفوا عن التدخل وتفسير حياة وسلوكيات الآخرين رجالاً ونساءً، وليس بالضرورة أن نقتنع أو نتفق مع تصرفات الآخرين الشخصية إذا كانت لا تؤذي الآخرين، في هذا الجو الاجتماعي المنفتح نشاهد الكثير من التصرفات التي تنسف قناعات البعض منا كانوا يعتقدون أنها ثابتة لا تتغير، ومن هذا المنطلق البسيط من حق كبار السن وهم في أول الركب أن يعيشوا بالطريقة التي تعجبهم وأن يقضوا الساعات في المقاهي فرادى أو جماعات وأن يشاهدوا من يمر أمامهم دون مضايقة الآخرين.
نقلا عن «عكاظ»
التعليقات (0)
التعليقات مغلقة